بدون موضوع!!

0
77

بقلم المنكسر الحال، الكاسر البال.
شعيب أبو مدين جوب

إني اليوم منفطم القلب من الحزن مهموم الفؤاد، منكسر الحال، كاسر البال.
لا أستطيع وصف الحالة التي أعانيها من اليأس وانكسار القلب والاستغراب لما يجري في بلدي من المواقف الاستفزازية والمعضلات السياسية والأحكام الاستبدادية التي كانت و مازالت الحكومة السنغالية منذ نشأة حزب (باستيف) تفرضها على حق رئيسه، قائد المعارضة السياسة في السنغال…
فمشروع كمشروع حزب (باستيف) لم يحمله أحد من السابقين ولا يحمله أحد من اللاحقين إلا وقد عانى الويلات وكابد المشقات من طرف الحكومة المجاورة له حتى تدُسَّ -إن استطاعت- ذاك المشروع في التراب عند مهده وقبل الاستهلال واستئصال جذوره من الأصل واجتثاث قوائمه من المنشإ، واقتلاع دعائمه من المبدإ، وتذييب بذوره في العدم.

تلك العادة السياسية والبدعة السيئة التي تستعملها كل الحكومات والساسة المستبدين مع كل من يقف أمامهم أو يمثّل كلمة الشعب المضطهَد المحروم حقوقه، المسلوب منه كل ما يستحقه بالظلم والهضم والجور والحرمان…

تلك الساسية التي فرضها الرئيس سنغور على كلّ من الرئيس مَمَدُو جه بتهمة نية انقلاب حكومته، والمعارض شيخ أنت جوب بتفريق حزبه الأول (BMS) وإلغاء حزبه الثاني (FNS) زيادة على ذلك سد أمامه جميع الأبواب السياسية وحتى رفض له أن يكون أستاذا في جامعة دكار.
وهكذا حال السنغال المسكينة إلى أن جاء دور سونكو، مجدّد السّاحة السياسيّة، صاحب المشروع المضادّ للنّظام السياسيّ الكلاسيكيّ القديم وموقظُ الضمائر الميّتة المنقطعة عن السياسة…
فقامت الحكومة بأكابر مجرميها وفصلوه عن وظيفته بدعوى الإشهار عن أسرار الحكومة، فازدادت بذلك شهرته، وانتشر صيته وذاع ذكره، وكثُر أتباعه واشتدّ حبّه لدى الشعب ممّا أجّج نيران غضبهم، وصبّ الزيت على لهيب غيظهم. فشنوا عليه الغارات الإعلامية والهجومات اللسانية وألصقوا عليه كل أنواع التهم وألوان الجرائم وأصناف الجناية…من إشاعة لأسرار حكومية وتكذيب لبريء و سرقة وغصب مع التهديد ودعوة لانتهاك النظام العام ومؤامرة على الحكومة مع أياد مجهولة وتمرّد وإرهابيّة …حتى تمّ القبض عليه و اعتقلوه وراء الزنازنة إلا أن الشعب أبوْا أن يكون ذلك فجابهوا الحكومة الباغية الطاغية فدمّروا وحطّمو وأضرموا وشغبوا وشاكسوا…إلى أن تمّ الإفراج عنه.
ومنذ ذلك اليوم لم تتوقّف اليد الطاغية عن الإصرار والمضي في برنامجه السيء إلا أن تمّ القبض عليه مرة أخرى وراء تهمة سرقة جوال، بعدما اعتقلوا الكثير من أعوانه وأتباعه وأعيان حزبه قبل الإصدار بقرار إلغاء حزبه، وفرّقوا جمعهم وشتّتوا شملهم وبدّدوا فرقتهم و اعتقلوا كل من يظنون أنهم معه أو ضدهم.

يا إلهي! فما ذنب إفريقيا وأبنائها حتى إذا سطعَ فيها بصيص من الأمل أو لمع فيها برق من الرجاء والحرية أو هبّ فيها ريح من الفرَج والمخرج تحمل في طيّاتها سحاب رحمة ورجاء تسقي أرض القارة حرثها ونسلها وتكفيها من الجوع والخوف وتحلّلها من رق العبودية والتبعيّة لتصبح إفريقيا بذالك سيّدة مولّية أمورها بنفسها وتمارسها كما تريد وتتخلص من السيطرة وتتمتّع باستقلالية تامّة في ظلّ نظام دموقراطيّ تمهّد لها سبل السلام والاستقرار والنموّ والازدهار كما تتمتّع بها جاراتُها وتجسّدها سائر ضرّاتها في العالم…تآمرت عليها أياد مجرمة وتكالبت عليها والأدهى والأمرّ أن تأتي تلك المؤامرة من أبناءها نفسها لتجميد أفكارها وتحطيم كل أمل ورجاء يمكن أن يؤدي إلى انتعاشها وسعادتها؟؟؟

مساء يوم الاثنين 7 أوت 2023

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici